الكمبيوتر الذي هبط على سطح القمر


"إنها خطوة صغيرة بالنسبة لرجل، وقفزة عملاقة للبشرية"، هذا ما قاله "نيل أرمسترونغ" عن تجربة الهبوط الأول على سطح القمر، وبعد نصف قرن، لا يزال هذا الحدث أحد أهم إنجازات البشرية.

بالرغم من سرعة التقدم التكنولوجي منذ ذلك الحين، لم يعد رواد الفضاء فعليا إلى القمر منذ عام 1972م. و الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن الهاتف الذكي الموجود الآن في جيبك أقوى بآلاف المرات من الكمبيوتر الذي كان موجود في مركبة "أبولو 11".

جهاز Apollo Guidance Computer:


وفقا لموقع "ميرور" البريطانى، الجهاز الذي كان على متن مركبة أبولو 11 هو جهاز: AGC (Apollo Guidance Computer)، و الذي استعان به رواد الفضاء للتحكم في أنظمة التوجيه والملاحة، وكان أحد أوائل الأجهزة التي تعتمد على الدوائر المتكاملة و لهذا كان لابد أن يكون حجمه بحجم غرفة، و لكن تم ضغطه في صندوق بحجم عدة أقدام فقط.

 

لم يحتوي AGC على معالج بل إستخدم فيه حوالي 5.600 بوابة إلكترونية، ما سمح له بإجراء العمليات بسرعة 0.043 ميغاهرتز (أى حوالي 40 ألف عملية في الثانية)، بينما معالج هاتف أيفون يعمل بسرعة 2490 ميغاهرتز، أي أسرع بـ 60 ألف مرة من AGC.

 

كان AGC يتمتع بذاكرة وصول عشوائي (RAM) تقدر بـ 4.096 بايت، في حين تحتوى أحدث الهواتف عادة على ذاكرة وصول عشوائي سعة 4 جيغابايت، أي أعلى بمليون مرة من ذاكرة كمبيوتر أبولو 11.

 

كما كان AGC يحتوى على ذاكرة تخزين تقدر بـ 73.728 بايت، بالمقارنة يحتوى هاتف أيفون على ذاكرة تخزين تصل سعتها إلى 512 جيغابايت، أي 700 ألف مرة أكثر من كمبيوتر أبولو.


وفقا "لجراهام كيندال "، أستاذ علوم الكمبيوتر فى جامعة "نوتنجهام"،إن AGC كان أقرب إلى آلة حاسبة كلاسيكية منه إلى كمبيوتر. إذ كانت الآلة الحاسبة (TI-73) التي أصدرت عام 1998، تبلغ سرعتها حوالي 6 ميغاهرتز، و تحتوي على 32 ألف بايت من ذاكرة الوصول العشوائى.


تعليقات