هل سنصبح جميعا كالكائن الآلي سايبورغ


أن تصبح أكثر ذكاء وقوه من خلال التكنولوجيا حلم من الخيال العلمي الذي سيصبح قريبا واقعيا، يتجه الباحثون والمطورون إلى نتائج مذهله من خلال التطور الرقمي، فهل سنصبح جميعا كالكائن الآلي "سايبورغ"، موضوعنا اليوم في "1finitytech.com".

↵ الكائن السيبراني أو سايبورغ:


السايبورغ حضي باهتمام كبير في عالم السينما، ففي فيلم "روبوت كاب" يصبح الشرطي خارقا بفضل زرع أجزاء آلية فيه، ويتمكن "توني ستارك" من عالم "مارفل" الطيران بمساعده بدلته المدرعة، ويطور زميله "سوبرمان سايبرغ" أجهزته لاكتساب مهارات جديدة، حتى بعض الناس في الحياة الواقعية يعززون أجسادهم بمكونات صناعية ويطلقون على أنفسهم اسم "سايبورك او قراصنة الأجسام".

1- هوائي يحول الألوان إلى أصوات:



"نيل هاربيسون"، شاب مصاب بعمى الألوان، ولديه هوائي يحول الألوان إلى أصوات، وعلى عكس العين البشرية يمكن للهوائي أن يكتشف الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، وذلك بفضل شريحة مزروعة في رأسه.

2- إيصال الدماغ بالكمبيوتر:




كثير من العلماء والشركات يعملون على مشاريع لإيصال الدماغ بالكمبيوتر بهدف التحكم في الجهاز بالعقل، تكنولوجيا بإمكانها تحسين حياه الكثيرين من المرضى، المستثمر "إيلون ماسك" يسعى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتوسيع العقل البشري مع شركته "نيورالنك"، زرع فريقه شرائح في دماغ قرد وعلموه لعبه سهله باستخدام عصا التحكم، وتم نقل إشاراته العصبية إلى الكمبيوتر، وكمكافئه أطعموه عصير الموز عبر أمبوب، وعندما تم إلغاء تنشيط عصا التحكم سيطر القرد على اللعبة بأفكاره فقط، وهكذا تعلم الكمبيوتر تفسير نشاط الدماغ.

3- الأطراف الاصطناعية:



هناك أجهزه يمكن التحكم بها بالعقل دون شريحة دماغيه كالإطراف الاصطناعية التي تحل محل الأجزاء المفقودة من الجسم، حتى أن اللاعب البريطاني "دانييل ميلفيل" يستخدم واحده في العاب الكمبيوتر، فالأطراف الاصطناعية يمكن لها توفير قدرات جديدة.

4- الإبهام الثالث:



هذا الإبهام الاصطناعي يتيح إمكانات طبق اليد الواحدة، الإبهام الاصطناعي مربوط بمحرك يوجه الإبهام، والإشارات تأتيه عبر البلوتوث وبواسطة مجسمات مركبه بالحذاء، وعند تحريك إصبع القدم الكبير يتم التحرك في الإبهام للإصناعي.

الباحثة والمصممة النيوزيلندية "داني كلود" طورت الإبهام الثالث في لندن، ومن المفترض أن يحث هذا على إعادة التفكير في الأطراف الصناعية التي يمكن أن تستخدم بشكل إضافي وليست كبدائل لأطراف مفقودة.

الرائع هنا أن دماغنا يتغير بإضافة الإبهام فبعد خمسه أيام فقط من التدريب باستخدام الإبهام الثالث تشكلت نقاط الاشتباك العصبية الجديدة في الدماغ وتغير طريقه استخدام الأصابع الطبيعية.

5- البشرة الثانية:



ما يبدو كملصق وشم، شريحة تواصليه من ورق الذهب، اختراع معهد "ميستشوتس" للتكنولوجيا، يسمى "البشرة الثانية"، إحدى النسخ تعمل مثل الحاسوب اللوحي بينما تعتمد أخرى تقنيه الاتصال قريب المدى، بغية تبادل البيانات مع نقاط تقاطع أخرى.

تقول "سيندي هسين ليوكاو"، فنانة و مهندسة بالولايات المتحدة: "في المستقبل سيصبح وشم كهذا حقيقة، وستكون هناك تقنيه تزيد من قدره الإنسان".

6- الرقاقات المزروعة تحت الجلد:




يستطيع السويدي "إريك فريسك" فتح الباب بلا مفتاح بفضل رقيقه مزروعة تحت جلده، و يمكن برمجتها لإغراض لحصر لها، ويقدر عدد من زرعوا رقاقات مماثلة في العالم بنحو 50 ألف ، و يمكن طلبها عبر الانترنت.

يقول " إريك فريسك "، مصمم من ستوكهولم: "سيصبح الأمر أكثر أهمية مع تطوير الرقاقات أكثر، إذ لن تتيح فتح الأبواب فحسب، بل ستتيح مراقبة الجسم و قياس درجة الحرارة و نسبة السكر باستمرار، و توفير معلومات صحية أخرى.

7- الهياكل الخارجية:




لتكنولوجيا التي تدخل تحت البشره ليست مناسبة للجميع، فالزرع ليست مجرد طريقه واحده لتصبح سايبورغ، فهناك أيضا بدلات آليه تعد بمزيد من القوه وخفه الحركة تسمى الهياكل الخارجية.

أثناء رفع الأشياء الثقيلة والعمل منحنيا وأثناء كل ما يشكل عبئا على الظهر، قد تساعدنا الهياكل الخارجية في المستقبل، تم تطويرها في الأصل للاستخدامات الطبي والعسكرية، ويتم استخدامها ألان بشكل متزايد في صناعه السيارات والخدمات اللوجيستيه، والميزة يبقى الأشخاص في صحة أفضل وتستفيد الشركات من عمليه إنتاج أكثر كفاءة، يتم تطوير هذه التكنولوجيا بشكل مكثف وخاصة في الولايات المتحدة الامريكيه وألمانيا، وفي الصين واليابان أيضا.

تقول "هيروكو هياشي"، مهندسة ميكانيك: "نريد تصنيع أجهزه تدعم الأشخاص وتجعل عملهم أسهل، ونريد جعل هذه الأدوات أكثر سهوله، لا اعتقد أننا سنتخلى عن اليد العاملة البشرية توجد شركات قليله جدا تعمل على انظمه التكنولوجيا بالكامل، لان هذا سيتطلب استثمارات ضخمه، ستكون هناك دائما حاجه للعمالة البشرية".

يتم استخدام الهياكل الخارجية لشركة "أنتوني" اليابانية منذ سنوات في الإنتاج و في قطاع الرعاية و أيضا في أكبر مطارات البلاد، يتم ارتداء البذلة التي يبلغ وزنها أربع كيلوغرامات و نصف مثل حقيبة الظهر، وفي البذلة جهاز استشعار يتعرف على حركه مرتديها، فعند الرفع تدعم البذلة الحركة و عند المشي تتوقف المحركات عن التشغيل.

دول كاليابان تركز بشكل مكثف على تقنيه الروبوت لأن المجتمع يشيخ في هذه الدول و اليد العامل تقل.

و تقول "هيروكو هياشي"، مهندسة ميكانيك أيضا: "حاليا نعمل على تطوير تقنيه الروبوتات المساعدة، ولكن في المستقبل يجب أن توسع منتجاتنا القدرات البشرية وتزيد منها، رؤيتنا هي مجتمع يعمل فيه البشر من جميع الأعمار دون قيود جسديه".

الأمر مثير لأكثر من عشر سنوات عمل مطورون من شركة "آيتي أون" على صناعه هذه البذلة إنها "نيو" فارتدائها يعطيك شعورا بأنك مثل شخصيه "بلايد" في فيلم "آليان"، وفقا للمطورين فان البذلة تمنحك قوه خارقه تمكنك من حمل 50 كيلو جراما.

8- داعم الأطراف الهجينة:



يؤمل في استخدام "نيو" قريبا في البناء أو أثناء حدوث الكوارث ويمكن استخدامها حتى في مجال الطب، الأمر المميز في النموذج الياباني انه يتم التحكم فيه عن طريق السيالة العصبية، ويسمى "hal" داعم الأطراف الهجينة، ويمكن أن يساعد المصابين بالشلل النصفي تعلم المشي.

تقول "كاساندرا بو"، مراسلة "ديوتشه فيل"، اليابان: "تلتقط الأقطاب الكهربائية إشارات الدماغ وتحولها إلى الجهاز، الذي سوف يتحرك بالمقابل، الأقطاب الكهربائية تترجم إشارات الدماغ إلى أوامر موجهه للهيكل الخارجي، الدماغ يعطي أمر تحرك عبر النخاع الشوكي إلى العضلات هذه الإشارات توصلها مجسات إلى داعم الأطراف الهجين فيحصل المحرك على إشارة وداعم الحركة يبدأ بالتحرك".

لكن الأمر أصعب على المصابين بالشلل النصفي فخلل الأعصاب يشوش العملية ولكن إن كانت هناك بقايا إشارات لديهم يمكن الاستفادة منها علاجيا بالاستعانة بداعم الأطراف الهجين.

داعم الأطراف الهجين يعتمد على أنظمة ذكاء اصطناعي متنوعة، مثل تحليل الإشارات أو تقويم بيانات المستخدم، وبهذا يتعلم المصابون بشلل المشي بالاستعانة بداعم الأطراف الهجين، عبر تحفيز حركة العضلات تحصل استجابة عصبيه استرجاعية تتيح للمرضى تعلم المشي من جديد، هذا العلاج لا ينفع سوى نسبه تتراوح بين 20 إلى 30%، إلا أن أثره مدهش جدا.

تبرمج الحركات بالهياكل الخارجية الأخرى والتي يرتديها المرضى كلما أردوا المشي، بينما يعلم داعم الأطراف الهجين المرضى المشي من خلال تجديد الروابط العصبية وتقويتها، يستعين المرضى ببرنامج تعليم ينتهي في أفضل الحالات لاستغنائهم عن الهيكل الخارجي عند المشي.

تم تطوير "hal" داعم الأطراف الهجينة، من قبل عالم الروبوت الياباني "يوشيوكي سانكاي" فبالإضافة إلى تأسيسه "سايبرداين" فهو أيضا أستاذ في جامعه "تسوكوبا"، بالنسبة له فان المساعدين الإلكترونين و تقنيات الصايبورغ هي خطوه نحو عصر جديد.

يقول " يوشيوكي سانكاي" مِسس "سايبرداين": "لقد أصبحنا مرتبطين بتكنولوجيا ارتباطا وثيقا وفي هذا السياق يمكن القول إننا سنولد على شكل سايبورغ، التكنولوجيا ستصبح متاحة بشكل أسهل وهذه العلاقة الاجتماعية التكافلية بين الإنسان والتكنولوجيا ستنمو أكثر.

↵ الخلاصة: 


هل سنكون جميعا كائنات آلية كالسايبورغ أم نحن بالفعل كذلك إذا كان بالإمكان توفير التقنيات اللازمة لذلك ألا يجد الرافضون لها أنفسهم متأخرين عن هذا التطور، كيف ترون تقنيه الصايبرغ؟، هل يمكن أن تكون إضافة مهمة لنا أم أنكم تنظرون إلى الأمر بعين الريبة والانتقاد؟، شاركونا أرائكم في التعليقات.


تعليقات