ما هو "الميتا فرس"، ماذا بعد الانترنت؟، السؤال مربك أليس كذلك، يبدو لك الانترنت الآن أزليا لن ينتهي، يبدو لك كيان هلاميا عملاقا يحتوي الكون، لا نهاية قريبه له، على الأقل ما دام في العالم كهرباء وأجهزه الكترونية، حسنا ربما هذا صحيح لكن الانترنت على الأرجح لن يدوم طويلا بشكله الحالي...
1- الأنترنت كما نعرفه الآن:
في الواقع على مدى عمرنا القصير لم يستمر الانترنت بنفس الشكل طوال الوقت، فالصفحات النصية في بداية ظهورها في الثمانينيات والتسعينيات تختلف عن الانترنت الملون المفعم بالصور والفيديوهات بعدها وعن انترنت تطبيقات الهواتف والبث المباشر الذي نعيشه الآن، لكن العامل المشترك الذي لم يتغير منذ ظهور الانترنت أنه وسيط شاشات فقط، سواء كان على شاشه حاسب أو هاتف أو منصة العاب أو تلفاز ذكي، لكن هل الشاشة هي أقصى ما تبلغ التكنولوجيا.
2- نظارات الواقع الافتراضي:
كل المنصات التكنولوجية الضخمة مثل فيسبوك، و ابل، و جوجل، و مايكروسوفت، وغيرها تعمل على شكل أو أخر من نظارات الواقع الافتراضي، وكل يوم تتطور هذه التكنولوجيا إلى درجه مذهله، فتجعل العالم الافتراضي ليس مجرد بث على الشاشة بل فضاء ثلاثي الأبعاد يسهل الولوج إليه باستخدام معدات يخف وزنها وتزداد قدرتها يوما بعد يوم.
3- الثورة القادمة، إنها "الميتافيرس":
عندما ظهر الانترنت إلى الوجود كانت ثمة تنبؤات تسبقه بشكل تكنولوجي والتطور الذي قد يسمح به، لكن هذه التطورات لم تتجاوز التنظير الأكاديمي وأحلام عشاق التكنولوجيا، وعندما تحدث هذا التطور على ارض الواقع كان مفاجأة للعالم، وكل ما نتج عنه من تغيير شامل لشكل الحياة البشرية أدهش الجميع بما فيهم صناعه، لكن التطور القادم رغم انه قادم أيضا من رحم التنظير الأكاديمي ورؤى الخيال العلمي، فانه يصطحبه استعداد شامل من القوه التكنولوجية الهائلة، و الحكومات الكبرى ومنتهزي الفرص، فالثورة القادمة ينتظرها الجميع بتلهف ويسعى الكل للوقوف في الصفوف الأمامية فيها، إنها "الميتافيرس"
4- مصطلح "الميتافيرس":
أول من صك مصطلح "الميتافيرس" كان مؤلف الخيال العلمي "نيل ستيفنسون" في روايته "سنو كراش" الصادرة عام 1992، تخيل فيها عالم رقميا موازيا يتفاعل فيه البشر مع بعضهم، باستخدام أفاتارات، اسم ذلك العالم كان "ميتافيرس" أي ما وراء "اليونيفرس" والتي تعني الكون أو العالم العادي، رواية "ستيفنسون" لم تكن العمل الفني الوحيد الذي تخيل عالما مشابها، بل إن متابعي الخيال العلمي تعرضوا بالتأكيد لعشرات الأعمال المشابهة فيلم "ريدي بلاير وان"، مثلا واحد منهم وكلنا شاهدنا في طفولتنا حلقات الأنيمي الشهير "أبطال الديجيتال"، باستثناء وحوش الفضاء الرقمي وأشراره في الروايات والأفلام لم يعد الفضاء الرقمي الموازي خيالا علميا.
5- الجيل الخامس و الخدمات السحابية:
تكنولوجيا الجيل الخامس ستوفر سرعه اتصال هائلة لمعالجه الرسوم والجرافيك في الوقت الفعلي، ما ينفي الحاجة إلى معدات ثقيلة تحتوي على كروت شاشة، ومعالجات ضخمة، بل ربما أنت بحاجه إلى نظاره خفيفة تتصل بسرعة الجيل الخامس بالخدمات السحابية، التي ستقوم بكل للمعالجات المطلوبة فورا،
6- شريحة "إيلون ماسك":
ولا تنسى طبعا الشريحة التي يعمل عليها مجنون التكنولوجيا "إيلون ماسك"، والتي تزرع في المخ فتوفر اتصالا فعليا بين الجهاز العصبي والأفكار والأجهزة التكنولوجية، وهي تجربة إن نجحت ستجعل "الميتافيرس" المنتظر تجربة تشمل الحواس كلها لا السمع و البصر فقط.
7- "الميتافيرس" هو كون موازي واسع واحد متكامل:
لا احد يملك الانترنت بشكله الحالي فهو متناثر على خوادم في جميع أنحاء العالم، تلك الخوادم مرتبطة ببعضها عن طريق بروتوكولات متفق عليها، بحيث لا يستطيع احد التحكم في الانترنت، لكن هل سيكون الحال نفسه مع الميتافيريس.
يتمنى المتحمسون للتكنولوجيا أن يكون "الميتافيرس" كونا موازيا واسعا واحدا متكاملا، لا مركزيه شائع الملكية مثل الشركات التقنية المنتشرة الآن على الانترنت، لكن الشركات المطورة للتكنولوجيا لا تنفك تحافظ على براءات اختراعاتها بقبضات قانونيه قويه، ما ينبأ بان "الميتافيرس" عندما سيظهر سيكون ملكا "للفيسبوك" او "جوجل" او "ويتشات" فقط، أو سيكون عده ميتافيرسات غير متصلة ما سيكون ضربه محبطه لحرية الانترنت القديمة، لكن هناك أمل دوما في التطبيقات مفتوحة المصدر التي قد تجد من يتحمس لها ويدعمها والعملات الالكترونية، مثال ليس منا ببعيد.
8- الخاتمة:
متى سنرى هذا "الميتافيرس" هل سيكون قريبا، بعد عشر سنين، أو عشرين سنة أم هل ستأتي فكره أخرى لتحل محله، بوسعنا المراقبة و التكهن ونحن جالسون في مكاننا، لكن لا تنسى أن بوسع الناشطين منا القادرين على البرمجة و تطوير التكنولوجيا المشاركة في صنع المستقبل، وهم جالسون على حواسيبهم في البيت ربما تكون أنت صانع "الميتافيرس" القادم.
تعليقات
إرسال تعليق